فصل: فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



384- الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ:
رُوِيَ أَن كَعْب بن الْأَشْرَف وفنحاص بن عازورا وَغَيرهمَا قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت نَبيا صَادِقا فأتنا بِكِتَاب من السَّمَاء جملَة كَمَا أَتَى بِهِ مُوسَى فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى.
قلت رَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى: {يَسْأَلك أهل الْكتاب أَن تنزل عَلَيْهِم كتابا من السَّمَاء} قَالَ قَالَت الْيَهُود للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن كنت صَادِقا أَنَّك رَسُول الله فأتنا بِكِتَاب مَكْتُوب من السَّمَاء كَمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى فَنزلت انْتَهَى.
385- الحَدِيث الثَّمَانُونَ:
رُوِيَ أَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ينزل من السَّمَاء فِي آخر الزَّمَان فَلَا يَبْقَى أحد من أهل الْكتاب إِلَّا يُؤمن بِهِ حَتَّى تكون الْملَّة وَاحِدَة وَهِي مِلَّة الْإِسْلَام وَيهْلك الله فِي زَمَانه الْمَسِيح الدَّجَّال وَتَقَع الأمنة حَتَّى ترتع الْأسود مَعَ الْإِبِل وَالنُّمُور مَعَ الْبَقر والذئاب مَعَ الْغنم وَلعب الصّبيان بالحيات ويلبث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يتوفى وَيُصلي الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ ويدفنونه.
قلت رَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع التَّاسِع وَالسبْعين من الْقسم الثَّالِث من حَدِيث همام بن يَحْيَى عَن قَتَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن آدم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَنْبِيَاء إخْوَة لعَلَّات أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد وَإِنِّي أولَى النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم لِأَنَّهُ لم يكن بيني وَبَينه نَبِي وَإنَّهُ نَازل فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَإِنَّهُ رجل مَرْبُوع الْخلق إِلَى الْحمرَة وَالْبَيَاض سبط الشّعْر كَأَن رَأسه يقطر وَإِن لم يصبهُ بَلل بَين مُمَصَّرَتَيْنِ فَيدق الصَّلِيب وَيقتل الْخِنْزِير وَيَضَع الْجِزْيَة وَيفِيض المَال وَيُقَاتل النَّاس عَلَى الْإِسْلَام حَتَّى يهْلك الله فِي زَمَانه الْملَل كلهَا إِلَّا الْإِسْلَام وَيهْلك الله فِي زَمَانه الْمَسِيح الدَّجَّال وَتَقَع الأمنة فِي الأَرْض فِي زَمَانه حَتَّى ترتع الْأسود مَعَ الْإِبِل وَالنُّمُور مَعَ الْبَقر والذئاب مَعَ الْغنم وتلعب الصّبيان بالحيات لَا تَضُرهُمْ فيمكث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يتوفى فَيصَلي عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ ويدفنونه انْتَهَى وَتكشف عَلَيْهِ الْأَطْرَاف.
وَقَوله لَا يَبْقَى أحد من أهل الْكتاب إِلَّا يُؤمن بِهِ.
رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول ابْن عَبَّاس.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور بِسَنَد ابْن حبَان وَمَتنه ثمَّ قَالَ هَكَذَا فِي هَذَا الحَدِيث إِن عِيسَى يمْكث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة قَالَ وَفِي مُسلم عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فِي حَدِيث الدَّجَّال قَالَ فيبعث الله عِيسَى بن مَرْيَم فيطلبه فيهلكه ثمَّ يلبث النَّاس بعده سبع سِنِين لَيْسَ بَين اثْنَيْنِ عَدَاوَة... الحَدِيث قَالَ وَيحْتَمل أَن قَوْله ثمَّ يلبث النَّاس بعده أَي بعد مَوته فَلَا يكون مُخَالفا للْأولِ.
386- قَوْله عَن شهر بن حَوْشَب قَالَ قَالَ لي الْحجَّاج آيَة مَا قرأتها إِلَّا تَخَالَجَ فِي نَفسِي مِنْهَا شَيْء قَوْله تَعَالَى: {وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته} وَإِنِّي أُوتَى بالأسير من الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَأَضْرب عُنُقه فَلَا اسْمَع مِنْهُ ذَلِك فَقلت لَهُ إِن الْيَهُودِيّ إِذا حَضَره الْمَوْت ضربت الْمَلَائِكَة دبره وَوَجهه وَقَالُوا يَا عَدو الله أَتَاك مُوسَى نَبيا فَكَذبت بِهِ فَيَقُول آمَنت أَنه عبد نَبِي وَيَقُولُونَ لِلنَّصْرَانِيِّ أَتَاك عِيسَى نَبيا فَزَعَمت أَنه الله أَو ابْن الله فَيُؤمن أَنه عبد الله وَرَسُوله حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ إيمَانه قَالَ وَكَانَ مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا ثمَّ نظر إِلَيّ وَقَالَ مِمَّن فَقلت حَدثنِي مُحَمَّد بن عَلّي بن الْحَنَفِيَّة فَأخذ ينكت الأَرْض بِقَضِيبِهِ ثمَّ قَالَ لقد أَخَذتهَا من عين صَافِيَة أَو من مَعْدِنهَا قَالَ الْكَلْبِيّ فَقلت لَهُ مَا أردْت بِقَوْلِك حَدثنِي مُحَمَّد بن عَلّي قَالَ أردْت أَن أَغيظهُ يَعْنِي بِزِيَادَتِهِ اسْم عَلّي.
وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه فسره كَذَلِك فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَة فَإِن أَتَاهُ رجل فَضرب عُنُقه قَالَ لَا تخرج نَفسه حَتَّى يُحَرك بهَا شَفَتَيْه قَالَ وَإِن خر من فَوق بَيت أَو احْتَرَقَ أَو أكله سبع قَالَ يتَكَلَّم بهَا فِي الْهَوَاء وَلَا تخرج روحه حَتَّى يُؤمن بِهِ.
قلت هَذَا الْأَخير رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا أَحْمد بن الْمفضل ثَنَا أَسْبَاط عَن السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته} قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس لَيْسَ من يَهُودِيّ يَمُوت حَتَّى يُؤمن بِعِيسَى بن مَرْيَم فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه كَيفَ وَالرجل يغرق أَو يَحْتَرِق أَو يسْقط عَلَيْهِ الْجِدَار أَو يَأْكُلهُ السَّبع فَقَالَ لَا تخرج روحه من جسده حَتَّى يقذف فِيهِ الْإِيمَان بِعِيسَى انْتَهَى.
387- الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ:
رُوِيَ أَن وَفد نَجْرَان قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم تعيب صاحبنا قَالَ وَمن صَاحبكُم قَالُوا عِيسَى قَالَ وَأي شَيْء أَقُول قَالُوا تَقول إِنَّه عبد الله وَرَسُوله قَالَ إِنَّه لَيْسَ بِعَارٍ أَن يكون عبد الله قَالُوا بلَى فَنزلت يَعْنِي قَوْله تَعَالَى: {لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله} الْآيَة.
قلت عزاهُ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول للكلبي.
388- الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ:
رُوِيَ أَنه كَانَ آخر مَا نزل من الْأَحْكَام كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيق مَكَّة عَام حجَّة الْوَدَاع فَأَتَاهُ جَابر بن عبد الله فَقَالَ إِن لي أُخْتا فكم آخذ من مِيرَاثهَا إِن مَاتَت.
وَرُوِيَ أَنه كَانَ مَرِيضا فعاده رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِنِّي كَلَالَة فَكيف أصنع فِي مَالِي فَنزلت إِن امْرُؤ هلك الْآيَة.
قلت الأول غَرِيب وَذكر الثَّعْلَبِيّ من رِوَايَة الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة فِي جَابر بن عبد الله وَأُخْته أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن لي أُخْتا فَمَا لي من مَالهَا بعد مَوتهَا فَنزلت وَسَنَده إِلَى الْكَلْبِيّ فِي أول كِتَابه.
وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَرَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ مَرضت فَأَتَانِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودنِي.
فَأُغْمِيَ عَلّي فَتَوَضَّأ ثمَّ صب عَلّي من وضوئِهِ فَأَفَقْت فَقلت يَا رَسُول الله كَيفَ أَقْضِي فِي مَالِي فَلم يرد عَلّي شَيْئا حَتَّى نزلت آيَة الْمِيرَاث يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة الْآيَة انْتَهَى.
وَفِي لفظ لمُسلم فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّمَا يَرِثنِي كَلَالَة فَنزلت.
وَفِي لفظ البُخَارِيّ وَإِنَّمَا لي أَخَوَات فَنزلت آيَة الْفَرَائِض أَخْرجُوهُ فِي كتاب الْفَرَائِض وَغَيره.
ذكر مَا ورد فِي آخر آيَة نزلت.
رَوَى الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ آخر آيَة نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة الْآيَة انْتَهَى.
وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ آخر آيَة نزلت آيَة الرِّبَا انْتَهَى.
وَجمع الْبَيْهَقِيّ بَينهمَا فِي دَلَائِل النُّبُوَّة بِأَن كل وَاحِد مِنْهُم أخبر بِمَا عِنْده من الْعلم أَو أَرَادَ أَن مَا ذكر من أَوَاخِر الْآيَات الَّتِي نزلت انْتَهَى.
وَرَوَى النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أخبرنَا مُحَمَّد بن عقيل أَنا عَلّي بن الْحُسَيْن بن وَاقد أَنا أبي ثَنَا يزِيد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ آخر آيَة نزلت عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله ثمَّ توفى كل نَفْس مَا كسبت وهم لَا يظْلمُونَ انْتَهَى.
أخبرنَا الْحُسَيْن بن حُرَيْث أَنا الْفضل بن مُوسَى عَن الْحُسَيْن بن وَاقد بِهِ.
قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي الْأَطْرَاف وَفِي بعض النّسخ عَمْرو بن عَلّي عوض مُحَمَّد ابْن عقيل انْتَهَى.
وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ عَن عَلّي بن زيد عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قَالَ آخر آيَة نزلت عَلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم الْآيَة انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك انْتَهَى.
389- الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِي فَلأَوْلَى عصبَة ذكر.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي كتاب الْفَرَائِض من حَدِيث طَاوس عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا فَمَا بَقِي فَلأَوْلَى رجل ذكر انْتَهَى بِلَفْظ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد فَلأَوْلَى ذكر.
وَلَفظ أبي يعْلى الْموصِلِي كَلَفْظِ البُخَارِيّ وَكَذَلِكَ الْبَزَّار وَأما الْعصبَة فَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي التَّحْقِيق لفظ الْعصبَة فِي هَذَا الحَدِيث لَا يحفظ واقره صَاحب التَّنْقِيح عَلَيْهِ.
390- الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من قَرَأَ سُورَة النِّسَاء فَكَأَنَّمَا تصدق عَلَى كل مُؤمن ومؤمنة ورث مِيرَاثا وَأعْطِي من الْأجر كمن اشْتَرَى محررا وَبرئ من الشّرك وَكَانَ فِي مَشِيئَة الله من الَّذين يتَجَاوَز عَنْهُم.
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا أَبُو جَعْفَر كَامِل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر الشُّرُوطِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك الْكُوفِي ثَنَا أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس الْيَرْبُوعي ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره سَوَاء.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْمُقْرِئ الزَّعْفَرَانِي أَنا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مطر ثَنَا إِبْرَاهِيم بن شريك ثَنَا أَحْمد بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي بِهِ.
قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء سَلام بن سلم الطَّوِيل وَيُقَال سَلام بْن سليم وَيُقَال سَلام بن سُلَيْمَان كنيته أَبُو سُلَيْمَان من أهل الْمَدَائِن رَوَى عَن حميد الطَّوِيل وَغَيره وَعنهُ أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَغَيره يروي عَن الثِّقَات الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا قَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء انْتَهَى. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

.قال إلكيا هراسي:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة النساء:
قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ} الآية [1]:
يدل على تأكيد الأمر في صلة الرحم، والمنع من قطيعتها، وهي اسم والأرحام: جمع رحم وهو في الأصل مكان تكون الجنين في بطن أمه، ثم أطلق على القرابة مطلقا.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ}: تكرير للأمر وتذكير ببعض آخر من موجبات الامتثال له، فان سؤال بعضهم بعضا بالله تعالى بأن يقولوا: أسألك بالله، وأنشدك بالله، على سبيل الاستعطاف، يقتضي الاتقاء من مخالفة أوامره ونواهيه، وتعليق الاتقاء بالاسم الجليل لمزيد التأكيد والمبالغة في الحمل على الامتثال بتربية المهابة وإدخال الروعة، ولوقوع التساؤل به لا بغيره من أسمائه تعالى وصفاته.
لكافة الأقارب من غير فرق بين المحرم وغيره، وأبو حنيفة يعتبر الرحم المحرم في منع الرجوع في الهبة، ويجوز الرجوع في حق بني الأعمام، مع أن القطيعة موجودة والقرابة حاصلة، ولذلك تعلق بها الإرث والولاية وغيرهما من الأحكام، فاعتبار المحرم زيادة على نص الكتاب من غير مستند، وهم يرون ذلك نسخا، سيما وفيه إشارة إلى التعليل بالقطيعة، وقد جوزها في حق بني الأعمام وبني الأخوال والخالات.
قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ} الآية [2]:
روى عن الحسن أنه قال: لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى كرهوا أن يخالطوهم، فجعل ولي اليتيم يعزل مال اليتيم عن ماله، فشكوا ذلك إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ}.
وإنما قال الحسن ذلك لأنه تعالى قال: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ} إلى قوله: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ}، وكل ذلك بعد البلوغ لا يتقرر، والمعنى بقوله: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ}، أي أموالهم للأكل والشرب واللباس والثياب والمفارش والمساكن، فلما نزل ذلك، عزل أولياء اليتامى طعامهم من طعام اليتامى، وملابسهم من ملابس اليتامى، فجعل يفضل له من طعامه، فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فنزل قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ} الآية.